أخبار عاجلة
طلبة يناقشون "أفق الأمن السيبراني" -
إخماد حريق مطعم تفويله بشارع فيصل دون إصابات -
عاجل| أول فيديو لحريق مطعم شهير بشارع فيصل -

سيرة القديس انبا هدرا الأسواني بالتزامن مع احتفالات الكنيسة بعيد نياحته

سيرة القديس انبا هدرا الأسواني بالتزامن مع احتفالات الكنيسة بعيد نياحته
سيرة القديس انبا هدرا الأسواني بالتزامن مع احتفالات الكنيسة بعيد نياحته

سيرة القديس انبا هدرا الأسواني.. في مثل هذا اليوم، انتقل إلى جوار ربه الأب العظيم الأنبا هدرا، أسقف مدينة أسوان. وتفخر مدينة أسوان، الواقعة في جنوب مصر، بشفيعها وقديسها الأنبا هدرا، وبالدير الأثري الذي يحمل اسمه والذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس الميلادي. وُلد الأنبا هدرا لأبوين مسيحيين، حيث ربياه وعلمّاه مخافة الرب منذ نعومة أظفاره. وعندما بلغ الثامنة عشر من عمره، أراد والداه تزويجه من إحدى قريباته، لكنه امتنع بحجة المرض.

سيرة القديس انبا هدرا الأسواني
سيرة القديس انبا هدرا الأسواني

القديس انبا هدرا الأسواني

لم يكن رفضه للزواج هروبًا من المسؤوليات الأسرية، ولا لأنه يعتبر الزواج أمرًا دنسًا أو غير مناسب، بل لأنه كان مخلصًا في تكريس كل وقته وجهده للعمل الروحي. كما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص عن البتولية: “نؤكد الآن بوضوح أن البتولية هي رفيقة الإنسان في مسيرته الروحية، وتساعده في الوصول إلى الهدف السامي للحياة. إنها قوة، حتى أن البعض يتشبهون بالطبيعة الروحية”.

ADVERTISEMENT

في إحدى الليالي، رأى شخصًا مضيئًا يقول له: “يا هدرا، لا تتأخر في النهوض إلى ما يهمك من الفكر الصالح، بل قم بسرعة وأكمل ما بدأته”. فاستجاب بسرعة وذهب إلى الكنيسة ليصلي كعادته، داعيًا الله أن يعينه ويرشده إلى ما ينقذ نفسه. كان يردد المزمور الذي يقول: “طوبى للذين بلا عيب في الطريق، السالكون في ناموس الرب” (مز1:118). وصل إلى الكنيسة مبكرًا، وصلى مع الجماعة، وطلب من السيد المسيح أن يرشده إلى ما يتوافق مع ما في قلبه، فسمع ما أراح نفسه.

القديس انبا هدرا الأسواني
القديس انبا هدرا الأسواني

سيرة القديس انبا هدرا الأسواني

عندما خرج من الكنيسة، رأى رجلًا ميتًا يُحمل إلى الدير، فانضم إلى المشيعين وهو يحدث نفسه قائلاً: “استمع يا هدرا، ليس هذا هو الميت، بل أنت من فارق هذا العالم الفاني”. وعندما وصلوا إلى الدير ودفنوا المتوفى، لم يعد إلى منزله بل قرر البقاء مع الرهبان. وعندما علم أقاربه وأصدقاؤه بذلك، جاءوا إليه قائلين: “إن تصرفك هذا يجلب لنا الحزن ويؤلم قلب خطيبتك، وأنت تستطيع عبادة الله في أي مكان”. ورغم محاولاتهم لإقناعه بالعودة، لم ينجحوا، وعادوا إلى منازلهم وهم يشعرون بالحزن لفراقه. أما هو، فقد انغمس في عبادة مخلصة ونسك عظيم وصوم مستمر وصلوات متكررة وسجدات عديدة. وكان في زمن القديس أنبا بيمين، فتتلمذ له واستفاد من تعاليمه وقدوته الصالحة.

جهاد القديس الأنبا هدرا

لاحظ المتوحدون جهاد القديس الأنبا هدرا، فقالوا له: “يا أخانا الحبيب، كل ما يُصنع بمقياس هو جيد”. فأجابهم: “إن كل ما أفعله لا يُعادل خطية واحدة من خطاياي”. وعندما سمع الإخوة هذا الكلام، تأثروا وذهبوا ليخبروا الآخرين بما قاله لهم. وكان المتوحدون يلتقون به، يقتدون بأفعاله، ويطلبون نصيحته، كما كانوا يتعجبون من تواضعه وانكسار نفسه.

وقع القديس أنبا هدرا على الأرض نتيجة نسكه المفرط، فظهر له كائن نوراني وسكب دهنًا على رأسه. في تلك اللحظة، شعر بقوة إلهية تملأه. لكن عدو الخير لم يتركه وشأنه، بل كان يظهر له في صور مخيفة. ومع ذلك، كان القديس يرسم عليهم علامة الصليب، مما جعلهم يفرون من أمامه.

القديس انبا هدرا الأسواني
القديس انبا هدرا الأسواني

القديس الأنبا هدرا كان في صراع مستمر مع الشيطان

كان في صراع مستمر مع الشيطان، لا ينام ليلاً ولا يستقر نهاراً، وكان الرب ينقذه من تلك المعاناة. وفي نهاية المطاف، اعتزل في قلايته، حيث كان المرضى والمصابون بالأرواح الشريرة يأتون إليه، فيصلي على الزيت ويدهنهم به، فيشفون على الفور. وكانت الأرواح الشريرة تصرخ قائلة: “ويلاه منك يا هدرا، لقد أحرقتنا بصلواتك وطردتنا من البراري”.

وذات يوم، زاره رهبان من الشام وسألوه عن مسائل غامضة في الكتب المقدسة، ففسر لهم معانيها، مما أثار إعجابهم، فقالوا: “لقد تجولنا في جبال وأديرة كثيرة وزرنا معلمين وفلاسفة، لكننا لم نجد من يفسر لنا هذه المسائل كما فعل هذا القديس”. ومع تقدم العمر، ترك مكان وحدته في البرية الداخلية وانتقل إلى أحد الأديرة، حيث حبس نفسه في قلاية هناك. وقد منح الله نعمة صنع العجائب له.

وفي إحدى الليالي، رأى في حلم إنسانًا يرتدي زي الأسقف، جالسًا على كرسي، خاطبه قائلاً: “تمسك بالإيمان الذي تسلمته من الآباء القديسين”. ثم قام من على كرسيه وأشار إليه بيده، قائلاً: “لقد وهبتك هذا الكرسي…” ثم اختفى. وقد سجل الأنبا هدرا هذه الرؤية ولم يخبر بها أحدًا حتى تم دعوته للأسقفية.

القديس انبا هدرا الأسواني
القديس انبا هدرا الأسواني

نياحة القديس الأنبا هدرا أسقف مدينة أسوان

عند ما تنيح القديس الأنبا هدرا أسقف مدينة أسوان، توجه بعض من أبناء المدينة إلى الدير، حيث اجتمعوا بالرهبان القادمين من الشام، الذين أثنوا على القديس هدرا. فقرروا الذهاب إليه وأخذوه رغم إرادته، وسافروا به إلى الإسكندرية، حيث قام الأنبا ثاؤفيلس، بابا الإسكندرية، برسمه أسقفًا عليهم. وما إن تولى منصبه حتى بدأ في وعظ شعبه وتعليمهم سبل الحياة. كان يولي اهتمامًا كبيرًا للجوانب التعليمية ويعمل على تثبيت إيمان شعبه. كما كان يصلي من أجل المرضى، وقد منحَه الله موهبة شفاء المرضى، فصنع العديد من الآيات. بالإضافة إلى ذلك، كان يهتم بالفقراء والمساكين والغرباء، ويقوم بزيارة المحبوسين. أنهى حياته بسيرة طيبة، ثم تنيح بسلام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "الوطني الفلسطيني": ما يحدث في غزة جريمة إنسانية تعكس وحشية الاحتلال الإسرائيلي
التالى مداخيل ونفقات المغاربة في الخارج تحت "مجهر المخالفات" بمديرية الضرائب