لقد حبى الله مصر برجال شرفاء مخلصين، متفانين في عملهم، أوفياء لوطنهم، أعمدة راسخة في بناء الجمهورية الجديدة التي أرسى قواعدها الرئيس السيسي؛ أمثال الأستاذ «محمد فايز مصطفى» مدير الإدارة التعليمية في الخصوص، الذي عمل منذ تكليفه بهذا المنصب الرفيع، وبهذه المسؤولية الكبرى على وضع أولوية قصوى لملف نهضة التعليم في هذه المدينة المكتظة بالسكان، نظرًا لتدهور الأوضاع في بعض إداراتها التعليمة الداخلية من قبل، ونجح في القضاء على كافة المشكلات، وساهم في بناء منظومة تعليمة يحتذى بها.
المثير أننا نعطي هنا المساحات في الصحف والفضائيات لقصص نجاح الفنانين، ولا نعطي نفس المساحة للعلماء والمبتكرين والمميزين والناجحين في عملهم والمتفوقين في حل المشكلات التي تواجه المجتمع، وتغيرت مفاهيم القدوة عندنا.. أصبح لاعب الكرة والفنان هو القدوة وليس العالم أو المبتكر أو الناجح في عمله والملهم، وكأننا نرسخ مفهوم الكسب السريع!.
محمد فايز قضى على مشكلة الكثافة الطلابية في الفصول الدراسية بشكل نهائي وفعلي، الأمر الذي دعى الدكتور محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم بالإشادة به وبتجربته الفريدة في جميع وسائل الإعلام المختلفة، وأمر بتعميم تجربته وخطته الفريدة على مستوى الجمهورية للقضاء الفعلي والنهائي على مشكلة التكدس الطلابي داخل المدارس الحكومية، للإستفادة من خبراته ونشاطه وهمته وتفانيه في العمل في تطوير العملية التعليمية برمتها، وتصليت الضوء على الدماء الشبابية الجديدة لإعطائهم الفرصة في المناصب القيادية والإدارية العليا.
مسؤوليته تجاه وطنه جعلته يعمل بجد واخلاص، فقد ساهم في تحسين جودة التعليم والخدمات التعليمة في جميع مدارس المدينة، وعمل على الإرتقاء بمستوى الأبنية التعليمية، وحارب الفساد بكل أنواعه بأعلى درجة من الكفاءة والمهنية، وساهم بإدارته الرشيدة في تقليل الفساد الإداري فقد أكاد أجزم للدرجة صفر، وعمل على توسيع نطاق الخدمات داخل الإدارة لتمكين الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين من الحصول عليها بسرعة عالية ويسر، بالإضافة إلى توفير مستوى متميز من العناية بالطلاب في جميع مراحل التعليم في نطاق بيئة تعليمية متكاملة.
الأستاذ محمد فايز منذ اللحظة الأولى لتولية المسؤولية بإدارة الخصوص التعليمية عمل على تطوير العلاقات بين الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم والمدرسين من خلال متابعاته اليومية وجولاته الميدانية على جميع المدارس، وساهم بشكل كبير جدًا في تطوير البنية التحتية، وزيادة أعداد المدرسين في جميع المراحل سواء الإبتدائية أو الإعدادية وكذلك المرحلة الثانوية بجميع أنواعها، حتى وصل عدد المدرسين الجدد الذين أضافهم للإدارة هذا العام إلى 1422 مدرس ومدرسة، بتكلفة إجمالية قدرها 4 مليون و 200 الف جنيه في الشهر الواحد، ومضاعفة العاملين والعاملات بالمدارس الحكومية لزيادة نظافتها ورعايتها والحافظ عليها.
لقد عايشت «فايز» هذه التجربة الناجحة والفريدة، وكنت شاهد عيان على العديد منها، خصوصًا وأنه يتميز بالشفافية والوضوح، فمنذ أن عرفته وتربطني به صداقة قوية أعتز بها، منذ أن جمع بيننا الأخوة والأصدقاء الأعزاء: «المربي الفاضل والمدير الناجح الأستاذ إبراهيم محمد فريد، مدير مدرسة الشهيد إيهاب جورج - الأستاذ محمد الطحان، رئيس مجلس أمناء الخصوص - والأستاذ سمير أبو الخير، أمين سر المجلس - والقدير الأستاذ يوحنا زكريا - والأستاذ محمد السيد - والمستشار جمال شعيب»، وكان طلبي الوحيد منه آنذاك أن نجاحه مرهون بالقضاء على الكثافة الطلابية في مدارس الخصوص والتي كانت تصل في العديد من المدارس إلى ٢٢٠ طالب وطالبة.
والحقيقة وعدني بتفانيه في القضاء على هذه المشكلة، وقد كان واستطاع بمعاونة المخلصين معه بالإدارة بحلها والقضاء عليها في عام واحد، منهم الأستاذ حمدي جلال مدير شؤون الطلبة بالإدارة، والأستاذ وائل خليفة مدير المتابعة بالإدارة، والإستاذ إبراهيم فريد مدير مدرسة الشهيد إيهاب جورج، وغيرهم، كما عمل بجهد وتفاني منقطع النظير على زيادة نسب التفوق العلمي والوعي الثقافي للتلاميذ، عن طريق متابعته المستمرة لجميع المدارس لقيام كل مدرسة بواجباتها التعليمية والثقافية والرياضية على أعلى مستوى وبأفضل أداء ممكن من خلال الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة، وعمل المسابقات الطلابية بين المدارس وغيرها من الأنشطة التنافسية التي تزيد من وعي الطالب، كما أعطى أولوية قصوى لتطوير ورفع كفاءة جميع المدارس بأقل التكاليف المطلوبة، عن طريق إستغلال الموارد المالية البسيطة المتاحة لكل مدرسة.
مدينة الخصوص كانت مهمشة في التعليم والصحة والثقافة وغيرهم، حتى أن الرئيس السيسي ذكر في عدد من خطاباته في بداية توليه المسؤولية حجم المعاناة التي يعيشها أهل هذا الحي الشعبي الذي وصفه بالصين الشعبية، لكن محمد فايز منذ أن وطئت قدماه إلى هذه المدينة المكتظة بالسكان، وكذلك المشاكل التي لا حصر لها؛ وخصوصًا في التعليم وضع يده عليها، ووجه تركيزه في حلها، وإستخدم كافة الطرق والوسائل التعليمية الممكنة للقضاء على هذه القضايا بشكل قانوني وعادل، وفي حقيقة الأمر نجح في ذلك بشهادة وزير التربية والتعليم، وقيادات الدولة.
في عهده وبفضل خبراته العلمية والعملية البارعة في مجالي التدريس والإدارة وصل عدد الطلاب والطالبات المتفوقين في المسابقات التعليمية على مستوى الإدارة والمديرية لعدد غير مسبوق، وأصبحت الإدارة التعليمية للخصوص من أميز وأبرز وأنجح الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية، وبات اسمها يتردد في الأوساط الرسمية التعلمية في نطاق القطر المصري بأكمله بشهادة القيادات التعليمية في وزارة التربية والتعليم السابقين والحاليين، وذلك لتذليله كافة العقابات أمام القائمين على العملية التعليمية، وتعامله معها بحرفية واحترافية.
الأستاذ محمد فايز إجتمعت فيه خصلتين أقدرهما أيما تقدير: «الضمير والإنسانية» وهما الأهم في الوقت الحالي، ضميره اليقظ قاده لتطوير طرفي العملية؛ المدرسين من خلال متابعته المستمرة واليومية لهم؛ والبيئة المحيطة بالطلاب والطالبات وهي الأبنية والأنشطة التعليمية والترفيهية داخل كل مدرسة، وعقله الواعي أرشده إلى أن دعم المدرسين والمديرين والعاملين بجميع فئاتهم يساعد في نجاح العملية التعليمية، ويساهم من الدرجة الأولى في الحفاظ على الإحترام المتبادل بين جميع أطراف العملية التعليمية سواء الطالب للمدرس والمدرسة أو والي الأمر وإدارة المدرسة.
تجربة «فايز» الفريدة لم تنجح من فراغ؛ بل لأن صاحب التجربة كان واعيًا مثقفًا متطلع، بل والأهم كان يصغى جيدًا لمن حوله، وكان يستشير ويأخذ بالاستشارة طالما تخدم التعليم، وساعده في نجاح تجربته، وأيضًا متابعته المستمرة للمدرسين والمديرين في المدارس، الأمر الذي جعله يتحسس المشكلات ويضع يده عليها بنفسه، ويشارك أصحابها في تنفيذ الحلول الممكنة والمتاحة ومتابعتها، فكان يتميز في فن الممكن، ولا يقف عند اللوائح والقوانين «البيروقراطية» طالما ستعرقل النهوض بالتعليم والقضاء على المشكلة من جذورها.
منذ فترة وشرعت في الكاتبة عن جميع المسؤولين الناجين ونشر قصص خبراتهم ومهارتهم الإدارية والعلمية في تميزهم وجوانب إرتقائهم بعملهم، والحقيقة الأستاذ محمد فايز من المسؤولين الناجحين المتفوقين في كل منصب شغله، ومن أصحاب الخبرات العلمية المتميزة، ومخلص بدرجة كبيرة جدًا في انجاز عمله ونجاحه، ومتفاني في خدمة المواطنين، ولديه شعور واعي بالواجب والمسؤولية تجاه الوطن، ومنذ أن تقلد منصب مدير إدارة الخصوص التعليمية وهو لا يجلس على مكتبه، فهو دائم الزيارات المفاجئة لجميع المدارس، لرصد أي قصور أو مخالفات وتذليل العقبات أمامها، ومعالجة المشكلة قبل تفاقمها، وإن تطلب الأمر منه معالجتها بروح القانون.
حالة محمد فايز فريدة ويحتذى بها، ومثال ناجح لمسؤول سعى ويسعى بكل ما أوتي من قوة لبناء بلده بجهد وكفاح وعرق وجد وتفاني وإخلاص، وتؤكد أن هناك أمل كبير وتفاؤل في بناء الجمهورية الجديدة التي يسعى الرئيس السيسي جاهدًا لإستكمالها بالتصور والأهداف الحميدة التي حددها، كي تصبح مصر أم الدنيا وقد الدنيا بالمعنى الحقيقي، فبمثل هذه الأمثلة الناجحة المتفوقة المميزة تبنى الأمم.. والسؤال: هل سنجد أمثال عدة للمسؤول الناجح ذو الضمير والحكمة والعقل الواعي كحالة الأستاذ محمد فايز مصطفى؟ وخصوصًا في مجالي الصحة والتعليم!.