يستهدف الأردن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2032 من خلال خطة طموحة تستهدف رفع مستويات الإنتاج الحالية من خلال وضع العديد من الآبار على خطوط الإنتاج واستغلال الاكتشافات الجديدة في حقل الريشة.
وتتضمن خطة شركة البترول الوطنية، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بحلول عام 2032 من خلال حفر ما يصل 250 بئرًا.
وأعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، مؤخرًا أن عمليات الحفر والاستكشاف في حقل غاز الريشة، أسفرت عن التوصل إلى احتياطيات جديدة تُقدَّر بنحو 14.6 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، ضمن السيناريو الأعلى الذي وضعته شركة شلمبرجيه العالمية.
وشكّل الإعلان عن اكتشاف الغاز في الأردن بحقل الريشة الأردني، نقلة مهمة في تاريخ قطاع الطاقة في المملكة، التي تستورد نحو 90% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من الخارج.
حقل الريشة
قال المدير العام لشركة البترول الوطنية محمد الخصاونة، في رده على سؤال للنائبة مي الحراحشة حول خطة الحكومة بشأن استخراج غاز حقل الريشة، إن خطة العمل للسنوات 2030-2046 ستكون من خلال استهداف إنتاج 630 قدمًا مكعبة يوميًا.
وأشار إلى أن كمية الغاز المنتج ستكون 4400 مليار قدم مكعبة (4.4 تريليون قدم مكعبة)، لافتا إلى أن الشركة ستواصل تحديث وتوسعة البنى التحتية، حسبما ذكرت قناة المملكة.
وبيّن الخصاونة أن خطة العمل للسنوات 2025-2029 تتضمن استهداف 150 مليون قدم مكعبة يوميًا، في حين سيبلغ إجمالي الاحتياطيات 411.3 مليار قدم مكعبة.
حسب تقديرات السيناريو الأعلى الذي وضعته شلمبرجيه فإن ما يمكن استخراجه من الغاز المكتشف في حقل غاز الرئيسة يبلغ 6.65 تريليون قدم مكعبة، لكن هذا يتطلب برنامج حفر مكثفًا.
وحسب التقدير المتوسط لاكتشاف الغاز في حقل الريشة، فإن الكميات تُقدر بـ11.99 تريليون قدم مكعبة ويمكن استخراج 4.67 تريليون قدم مكعبة منها.
وتبلغ احتياجات المملكة من الغاز يوميًا نحو 340 مليون قدم مكعبة، وتستهدف الشركة ضمن خطة عملها الشركة للسنوات 2024-2029 حفر 70 بئرًا، منها 26 بئرًا تطويرية للوصول إلى مستويات إنتاج 150 مليون قدم مكعبة يوميًا في عام 2029.
وكان وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة، قد أكد، في تصريحات سابقة، أن استغلال الغاز في حقل غاز الريشة يتطلّب من شركة البترول الوطنية تعديل خطتها الإستراتيجية للمواءمة مع مخرجات الدراسة الجديدة، من حيث بناء المنشآت الإنتاجية وخطوط نقل الغاز وتسريع وتكثيف عمليات حفر الآبار.
ولفت إلى أن التعديل يحتاج إلى وقت يُقدّر بنحو 10 سنوات لاستكمال العمل على تطوير الحقل، بالإضافة إلى حجم استثمارات يتجاوز حاجز ملياري دينار أردني (2.8 مليار دولار أميركي).
الغاز في الأردن
قال الخصاونة إن الهدف من تنفيذ برنامج عمل مكثف لزيادة كميات إنتاج الغاز في الأردن من حقل الريشة؛ لزيادة القدرات الإنتاجية للحقل والعمل على إيصال الغاز الطبيعي للقطاع الصناعي، وتقليل تكلفة الطاقة على القطاع الصناعي، والاستغلال الأمثل لغاز الريشة لتحقيق أعلى قيمة مضافة على الاقتصاد الوطني.
وبيّن أنه ستُجرى دراسات تسويقية لاستقطاب استثمارات تعتمد على الغاز الطبيعي لتعظيم الطلب على الغاز المنتج وتحفيز المستثمرين المهتمين بشراء الغاز لاستعماله في الصناعات التحويلية والبتروكيماوية والبازلت في حقل الريشة.
وأوضح الخصاونة أنه سيُعمَل على استيعاب الكميات المنتجة من حقل غاز الرئيسة والعمل على تنويع المشترين للغاز الطبيعي من خلال استقطاب استثمارات وإنشاء مشروعات الضغط وتسييل الغاز ونقله إلى الصناعات المستهلكة للغاز الطبيعي، إذ وُقعت عدة اتفاقيات لبيع الغاز وشرائه.
وتخطط شركة البترول الوطنية لتنفيذ مشروع إنشاء خط الغاز من حقل الريشة إلى منطقة الخناصري بطول 320 كيلومترًا، إذ تبلغ السعة الأولية للخط 150 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا بصفتها مرحلة أولى قابلة للزيادة، لتصبح 500 مليون قدم مكعبة يوميًا في المرحلة الثانية.
ويعدّ حقل غاز الريشة، المكتشف في عام 1986، فرس الرهان للمملكة الساعية إلى تعزيز إمكاناتها الغازية، ولا سيما أنه الحقل الوحيد المنتج للغاز في البلاد، لذلك تتواصل جهود تطويره والبحث عن مزيد من الإمكانات فيه.
وتستهدف خطط الحكومة، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تعزيز إنتاج الحقل الغازي، الذي يقع على مساحة تبلغ نحو 7 آلاف و500 كيلومتر مربع، من خلال حفر آبار جديدة خلال العامين الجاري والمقبل 2024 و2025.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
