أخبار عاجلة

د.حماد عبدالله يكتب: الحفاة – والجهل – والمرض !!

د.حماد عبدالله يكتب: الحفاة – والجهل – والمرض !!
د.حماد عبدالله يكتب: الحفاة – والجهل – والمرض !!


 

قامت ثورة يوليو 1952 – رافعة شعار القضاء على الفقر والجهل والمرض ‍ ! 
ضمن مجموعة من الشعارات – تضمنها النقاط الست فى برنامج أشمل سمى بفلسفة الثورة !

ومن المصريون الذين عاصروا قيام الثورة " أطال الله فى أعمارهم " – يتذكرون أن أغلبية الشعب المصرى كانوا " حفاه " – أى عاريين الأقدام دون أحذية – وكانت الشوارع – ترى فيها الفقراء " حفاه " ولم يكن هذا المنظر غريب على الأعين ‍! ولعل فى سبيل القضاء على هذه الظاهرة التى كان عليها أغلب فقراء مصر – وهم كانوا حوالى 99 % من المصريون -حيث كان المجتمع ينقسم إلى مجتمع النصف فى المائة – والطبقة الوسطى وهى الأعرض والفقراء من الفلاحون والعمال والموظفون الصغار والعاطلون  بالطبع ومنهم المتسولون وجامعى أعقاب السجائر -حيث كان هناك من يجمع ( عقب السيجارة ) من الشارع لإعادة تجميع الدخان الباقى من الفضلات – ولفها وبيعها مرة أخرى – لفقراء مدخنين أخرين – كما كان هناك من يتاجر فى الورق ( الجرائد القديمة ) ومازال حتى اليوم !

وكان من أهم الأنشطة لدى الفقراء من الباعة من يبيع بجانب المدراس ( النداغة – والبخت من البسكويت الأحمر اللون وبداخله العسلية ) أى عسل أسود ويوضع فى البخت بعض ( الملاليم ) أو ( الخمسة تعريفة ) أى 2 مليم ونصف ! 
لأصحاب الحظ من الأطفال الذين يشترون (قمع البخت)!!

 

كما كان هناك من يتاجر بجانب التجمعات الشعبية فى ناتج ( السرجة ) وهى المشاغل أو الورش التى كانت تنتج الحلاوة الطحينية والحلاوة الشعر والطحينة – وكذلك 
( الكذب ) ( بضم الكاف وسكون الباء ) – كما كان هناك ألعاب للفقراء مثل 
( الدبور ) ( والطرة والوزير ) ( والسبع طوبات ) ! ( والبلى ) ( والترنجيلة ) ولعبة للبنات كانت تسمى ( الأولى ) ! ( والأستغماية ) ولعبة للشباب تسمى ( صلح ) ! كل هذه الأنشطة الشعبية كانت هى ملاذ الفقراء من الأطفال والمراهقين والشباب – وكان الأولاد والبنات غالبيتهم ( حفاة ) – فى الحارة -وفى الشارع !

وكان الصندل أو القبقاب أو الحذاء التفصيل ! من الممتلكات الغالية – حيث يحتفظ بها للمناسبات ! وقد قامت الثورة -فى بداياتها بإستيراد صنادل وشباشب وأحذية مطبوخة- من البلاستيك -وكان يطلق عليها ( بلاستونيل ) – وكانت تباع فى محلات 
( باتا ) وكذلك كانت الصنادل الجلد من الأشياء الغالية والمحببة والمرغوبة من ( غلابة الشعب المصرى ) وكانوا الأغلبية الأعم فى المحروسة ! وبعد أكثر من خمسون عامًا أستطيع أن أجزم بأننا قضينا على صفة ( الحفاة )... فمن العسير اليوم أن نرصد 
( حافيا ) فى الشارع المصرى ! إلا إذا كان ( معتوها ) وليس فقيراَ !

ولكن لا نستطيع الجزم بأننا قضينا على الجهل..فمازالت الأمية فى بلادنا – أكثر بكثير من دول أخرى بالمنطقة – ولعل وعود وزراء التعليم المتكررة فى حكومات متتالية – بأنها ستقضى على الأمية ( الجهل ) ! وعود كاذبة – ووعود مخجلة لأصحابها !! ولاشك بأن الدول العربية الشقيقة التى سبقتنا فى القضاء على الأمية – وضعت فى برامج الخدمة العامة للشباب ( المجندين للخدمة العامة ) – ضرورة تعليم ومحو أمية عدد من الموطنين شرط إستحقاقهم لوظيفة أو إستحقاقهم لدعم أو منحة أو خلافة ! ولكن نحن فى المحروسة كمسؤولين عن التعليم – غير جادين فى القضاء على الأمية ( الجهل ) ! 
أما القضاء على المرض – فقد قطعنا ومازلنا -أشواط طويلة فى هذا الأتجاة ومازال – يكفى أننا قضينا تماماَ على شلل الأطفال -وتقريباَ على الأمراض المتوطنة مثل البلهارسيا  ولكن الجديد لدينا – السرطان – وفيروس C – وتوابعه – وأمراض حساسية الصدر  وكلها ناتج ( أهمال معاصر ) – فى البيئة – وفى الأسمدة وفى المباة الغير صحية !!
أى أننا منذ 23 يوليو 1952 حتى اليوم– مازلنا نحبو نحو القضاء على ثلاث كلمات سيئة السمعة – الأولى منها أختفت بحكم التحرك الأقتصادى – أما الثانية والثالثة – فالتعليم مسؤول – والصحة والبيئة مسؤولين عما يصيب المجتمع والوطن من تخلف – فربنا المعين على أن نجد من يكون ذو حيثية وطنية وقدرة على الأبداع لكى يدير شئون التعليم والصحة فى الوطن إدارة علمية محترمة -للقضاء على أفة الجهل، والمرض وحسبنا الله ونعم الوكيل !!!

                                                     أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
    [email protected] Hammad

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بنك القاهرة شريكاً إستراتيجياً لمعرض «تراثنا» لدعم الحرف والمنتجات اليدوية الصديقة للبيئة
التالى شاهد.. مواجهة قوية بين باريس سان جيرمان و نانت في الدوري الفرنسي