أخبار عاجلة
تعرف على قصة تولي ستيفن بلويز ملك إنجلترا -

مؤتمر الأدباء.. إيجابيات كثيرة..وسلبيات أكثر.

 

 

بدأ مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم عام ١٩٨٤ ..بدعم ومساندة الراحل د سمير سرحان..عندما كان رئيسا لهيئة الثقافة الجماهيرية.. وقد حرص كل رؤساء الهيئة على دورية انعقاد المؤتمر في كل عام.. حتى بعد أن تغير اسمه إلى مؤتمر أدباء مصر فقط.. وكان من المفترض أن يحتفل المؤتمر هذا العام ٢٠٢٤ بعيده الأربعين.. ولكن أحداث كورونا وبعض الأحداث الأخرى..جعلت المؤتمر ينظم هذا العام دورته السادسة والثلاثين..تلك الدورة التي كان من المفترض أن تتم في العام الماضي ٢٠٢٣ ..احتفالا باليوبيل الذهبي لانتصار أكتوبر ١٩٧٣ ..ولكن المؤتمر لأسباب يعلمها منظموه لم ينعقد في العام الماضي..وتأجل إلى هذا العام.. بعد كثير من الشد والجذب..حيث تم الإعلان عن انعقاده في محافظة الإسماعيلية.. انطلاقا من كونها إحدى محافظات منطقة القناة.. التي كانت ساحة عملاقة لحربي أكتوبر والاستنزاف.. وقبل الموعد بأيام قليلة تم الإعلان عن التأجيل والبحث عن محافظة أخرى.. وفي النهاية استقبلت محافظة المنيا فعاليات هذا المؤتمر المهم.. الذي حمل هذا العام الكثير من الإيجابيات..ولكن للأسف الشديد كانت سلبياته أكثر..بل إن بعض الإيجابيات.. تحمل بين طياتها سلبيات أيضا. ويأتي في مقدمة الإيجابيات..الموقف المستنير لمحاظ المنيا اللواء عماد كدواني.. الذي رحب باستضافة المؤتمر..وتمكن خلال أيام قليلة جدا..من إعداد كل ما يلزم.. لاستقبال أكثر من ثلاثمائة أديب..من مختلف محافظات مصر.. بعد أن وفر لهم كل سبل الإقامة والإعاشة.. في تلك المدينة الجميلة المنيا عروس الصعيد..ومن الإيجابيات أيضا وجود الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف على رأس الهيئة العامة لقصور الثقافة..حيث استثمر علاقاته الطيبة مع كل الأدباء في تذليل كل العقبات.. والقضاء على كثير من الخلافات.. التي نشبت بين أمانة المؤتمر وموظفي الهيئة. ومن الإيجابيات التي تحوي بداخلها سلبيات..إصرار أعضاء أمانة المؤتمر على الاحتفال بمرور خمسين عاما على انتصار أكتوبر.. حتى لو كان بعد الموعد بأكثر من عام..وتكمن السلبية هنا في عنوان المؤتمر..أدب الانتصار والأمن الثقافي..خمسون عاماً من العبور.. حيث أن مصطلح الأمن الثقافي..لا يتوافق أبدا مع معطيات العبور العظيم..خاصة وأن هذا المصطلح.. قد صكه اللواء رؤوف المناوي مساعد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي للإعلام والعلاقات العامة..وعندما ظهر هذا المصطلح قبل ما يقرب من العشرين عاما..قوبل بكثير من النقد والسخرية.. وقد استحوذ هذا المصطلح على كثير من أبحاث المؤتمر..مما أثر بالسلب على الأبحاث التي يجب أن تناقش كل زوايا انتصار أكتوبر..والغريب أن الكثير من الباحثين لم يحضروا لمناقشة أبحاثهم..وكان على منظمي المؤتمر اختيار عنوان أكثر تعبيرا عن الانتصار العظيم.. وليكن- أدب الانتصار..عبقرية التخطيط.. وعظمة الإنجاز .. خمسون عاماً من العبور- والأهم أن أبحاث المؤتمر لم تستطع التوثيق لأهم محطات هذا الانتصار الكبير.. بداية من بطولات الاستنزاف إلى بطولات أكتوبر ١٩٧٣ ..ولم تستفد هذه الأبحاث..من المطبوعات التي أصدرتها القوات المسلحة..بعد الندوة الاستراتيجية الموسعة.. التي عقدتها عام ١٩٩٨.. بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على حرب أكتوبر..كما لم تظهر في تلك الأبحاث أي ملامح العشرات الكتب.. التي صدرت عن حربي الاستنزاف وأكتوبر..سواء التي صدرت عن القوات المسلحة.. أو عن القادة الذين خاضوا الحرب..أو عن المؤرخين الذين رصدوا كل بطولات حربي الاستنزاف وأكتوبر. ومن الإيجابيات التي تحوي بداخلها سلبيات اختيار الأديب الراحل جمال الغيطاني..ليكون شخصية المؤتمر.. وذلك لدوره الكبير كمراسل عسكري أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣ .. وكان يجب الإشارة إلى مجموعة المراسلين العسكريين.. الذين زاملوا الغيطاني..خاصة وأن أغلبهم من كبار الكتاب والأدباء..مثل حمدي الكنيسي..عبده مباشر.. صلاح قبضايا.. محمد عبدالمنعم..حمدي لطفي..فاروق الشاذلي..إلخ..وقد انفرد عبده مباشر بين كل هؤلاء..بأنه شارك في عدد من العمليات القتالية..ضمن مجموعة البطل الأسطورة إبراهيم الرفاعي.. ويمتلك عبده مباشر مجموعة كبيرة من الكتب عن الانتصار العظيم..قدم معظمها بالاشتراك مع اللواء بحري إسلام توفيق..ومن الإيجابيات التي تحوي سلبيات اختيار الفنان التشكيلي الكبير د أحمد نوار رئيسا للمؤتمر.. والمعروف أن د نوار له تجربة مهمة.. كواحد من أهم القناصين في الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف.. وقد نتج عن هذه التجربة كتابه المهم نوار عين الصقر.. ولذلك لم يكن كافيا تقديم د نوار لكلمته البرتوكولية المهمة في حفل الافتتاح..وكان يجب استثمار وجوده.. لتقديم شهادة حية عن بطولاته.. خاصة وأن جلسة الشهادات.. التي تم تقديمها ضمن فعاليات المؤتمر كانت ضعيفة..وبها الكثير من الأخطاء الساذجة..لعل أبسطها ما قاله أحد المشاركين..بأنه كان ضمن الأبطال في حرب أكتوبر..وأنه عمل مع الرئيس السادات على طائرة الرئاسة ١٢ سنة.. رغم أن السادات لم يحكم إلا ١١ ستة.. والمفترض أن هذا المتحدث قد انضم إلى الطائرة الرئاسية بعد انتهاء الحرب في عام ١٩٧٤ . ومن الإيجابيات التي تحوي سلبيات أيضا..حرص المؤتمر على تكريم بعض الرموز الأدبية في كل دورة من دوراته..وكل المكرمين هذا العام لا غبار عليهم..ولكن هذه الدورة تحديدا كان يجب تخصيص التكريم للأدباء والفنانين.. الذين شاركوا في انتصار أكتوبر وما أكثرهم..وأذكر منهم فقط الأديب الكبير أحمد ماضي.. الذي قاد فصيلته لفتح أول ثغرة في الساتر الترابي يوم ٦ أكتوبر..وهي الثغرة مفتاح النصر.. عند المنطقة نمره ٦ في الإسماعيلية.. وهناك غيره العشرات من الأدباء والكتاب.. الذين خاضوا غمار المعركة.. وهناك أيضا العشرات من الفنانين..نذكر منهم الفنان لطفي لبيب..وبعيدا عن الأدباء والفنانين الذين شاركوا في الحرب..كان يجب استضافة بعض أبناء الصعيد من أبطال أكتوبر..لتقديم شهاداتهم عن بطولاتهم خلال هذا الانتصار الكبير.. وقد شارك الآلاف من أبناء الصعيد في الحرب.. نذكر منهم على سبيل المثال البطل عبد الرؤوف جمعة كريم.. الذي ظل خلف خطوط العدو..لأكثر من ستة أشهر..مع قائديه النقيبين مجدي شحاتة وعبد الحميد خليفة.. حيث ظلوا خلف خطوط العدو..من مساء السادس من اكتوبر..إلى مابعد منتصف أبريل ١٩٧٤.. وقدموا بطولات لا حصر لها..ولكن القائمين على تنظيم المؤتمر استسهلوا..ووقعوا في فخ الأمن الثقافي..وتناسوا صناع هذا النصر العظيم..كما تناسوا من سجلوا بطولات هؤلاء الأبطال من الأدباء والمؤرخين. يتبقى أن هذا المؤتمر يجب أن تكون له ميزانية خاصة.. لإقامة فعالياته في كل عام..بدلا من انتظار – كرم المحافظين – هذا يقبل وهذا يعتذر..وفي هذا الإطار يجب دراسة تجربة أنس الفقى رئيس الثقافة الجماهيرية الأسبق..عندما نجح في إقامة المؤتمر بمدينة الإسكندرية على نفقة وزارة الثقافة..كما يمكن دراسة إمكانية دمج المؤتمرات الأدبية الخمسة للأقاليم في المؤتمر العام.. ويمكن السعي لوجود رعاة لهذا المؤتمر المهم. ويتبقى أيضا ضرورة وضع لائحة واضحة المعالم..تحدد بشكل صارم دور الأمانة العامة للمؤتمر..ودور الإدارة العامة للشؤون الثقافية بالهيئة.. حيث اشتكى أعضاء الأمانة من وجود تدخلات خشنة من قبل موظفي الإدارة..أدت إلى وجود اختلافات..ولولا وجود الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف لتفاقمت تلك الاختلافات. وفي النهاية نؤكد على أهمية مؤتمر أدباء مصر.. الذي يجمع في كل دورة من دوراته..العشرات من أدباء مصر من مختلف المحافظات..كما يمتلك هذا المؤتمر آلية ديمقراطية رائعة..حيث يختار أعضاء أمانته بالانتخاب الحر..من بين أعضاء نوادي الأدب في المحافظات..كما يعد هذا المؤتمر ساحة رحبة لاكتشاف المواهب الأدبية الواعدة من مختلف ربوع مصر

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق دبلوماسية أمريكية: واشنطن لديها أدوات قوية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان
التالى لماذا وجه رئيس الشيوخ عتابا شديدًا لـ وزير الصحة خلال مناقشة مشروع قانون المسؤولية الطبية؟